قبل أن نتحدث عن أقسام الذنوب يجب أن نعلم أولا أن :-
اعلم :
أن الذنوب حجاب عن المحبوب ، والانصراف عما يبعد المحبوب واجب .
وإنما يتم ذلك بالعلم والندم والعزم ، فإنه متى لم يعلم أن الذنوب أسباب البعد عن المحبوب ، لم يندم على الذنوب ، ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق البعد ، وإذا لم يتوجع لم يرجع .
وقد أمر الله - تعالى - بالتوبة فقال " وتوبوا إلى الله جميعا إيها المؤمنون لعلكم تفلحون " ( النور : 31 ) . وقال تعالى : " ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " ( التحريم : 8 ) . وقال تعالى : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " ( القرة : 2 22) .
وقال النبى - صلى الله عليه وآله وسلم :- " ياأيها الناس توبوا إلى ربكم فإنى أتوب إلى الله فى اليوم مئة مرة " ( روامسلم ) . إذا فالتوبة واجبة من الذنوب فهى تكريم لله تعالى ..
والآن نبدأ باسم الله مع بيان أقسام الذنوب ...
اعلم :
أن للإنسان أخلاقا وأوصافا كثيرة ، لكن تنحصر مثارات الذنوب فى أربع صفات :
أحدهما : صفات ربوبية ، ومنها يحدث الكبر والفخر ، وحب المدح والثنا والعز وطلب الاستعلاء ، ونحو ذلك ، وهده ذنوب مهلكات ، وبعض الناس يغفل عنها فلا يعدها ذنوبا ...
الثانية : صفات شيطانية ، ومنها يتشعب الحسد ، والغى والحيل والخداع ، والمكر ، والنفاق ، والأمر بالفساد ونحو ذلك ..
الثالثة : صفات بهيمية ، ومنها يتشعب الشر والحرص على قضا ء شهوة البطن والفرج ، فيتشعب من ذلك الزنى واللواطة والسرقة ، وأخد الحطام لأجل الشهوات ...
الرابعة : صفات سبعية ، ومنها يتشعب الغضب والحقد ، والتهجم على الناسبالقتل والضرب ، وأخد الأموال ، وتلكصفات لها تدرج فى الفطرة ...
قال صفة البهيمية هى التى تغلب أولا ، ثم تتلوها صفة السبعية ثانيا ، فلو اجتمعت هاتان ، ا ستعملتا العقل فى صفات شيطانية ، من المكر والخداع ، والحيل ، ثم تغلب الصفات الربوبية ...
فتلك أمهات الذنوب ومنابعها ، ثم تتفجر الذنوب من تلك المنابع إلى الجوارح فبعضها فى القلب ، كالكفر ، والبدعة ، والنفاق ، واضمار السوء ، وبعضها فى العين ، والأخرى فى السمع ، وأخرى فى اللسان ، والتالية فى البطن والفرج وأخرى فى اليدين والرجلين ، وأخرى على جميع البدن ، ولا حاجة إلى التعمق أكث فالأمور ظاهرة .. ثم إن الذنوب تتعلق بحقوق الآميين ، وإلى ما بين العبد و بين ربه .
فما يتعلق بحقوق العباد ، فالأمر فيه أغلظ ، والدى بين العبد وبين ربه ، فالعفو فيه أرجى وأقرب ، إلا أن يكون كفرا ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فذلك الذى لا يغفر ..
قولوا الآن
.. أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إلأيه ..
.. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ياأكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين ...
وهناك قسمة أخرى للذنوب :
اعلم :
أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر ، وقد كثر الاختلاف فيها ، واختلفت الأحاديث فى عدد الكبائر .
والأحاديث الصحاح فى ذكرها خمسة :
الأول : حديث أبى هريرة ( رضى الله عنه ) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا:يارسول الله : وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، والتولى يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " ( رواه البخارى ، ومسلم ) .
الثانى : حديث ابن مسعود ( رضى الله عنه ) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم -سئل إى الذنب أكبر ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قال : ثم أى ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال : ثم أى ؟ قال : " أن تزانى حليلة جارك " ( رواه البخارى ومسلم ) .
الثالث : حديث عبد الله بن عمر (رضى الله عنهما) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم- قال : " الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين " ( رواه البخارى ) .
الرابع : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر : قول الزور - أو قال - شهادة الزور " ( رواه البخارى ، ومسلم ) .
الخامس : حديث أبى بكرة ( رضى الله عنه) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكرت عنده الكبائر قال : " الاشراك باللهه ، وعقوق الوالدين " ، وكان متكئا فجلس ، فقال : " ألا وقول الزور ، وشهادة الزور " فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت .
اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا وتجاوز عن خطايانا يا لطيف بالعباد وياحبيب القلوب ويا مبكى العيون ويامفرج الكرب والهموم وياغافر الذنب وقابك التوبة ياكريم يارحيم يالطيف ..
اللهم أنك تعلم ما نخفى وما تعلن وما أنت به أعلم اللهم واجعلنا من أهل حبك ومودتك واشملنا اللهم بكنفك وحفظك ورعايتك واجعلنا من عبادك المخلصين المؤمنين ..
اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى والوقار وحب الدين والعباد وحب ماتحب وتهوى واكرمنا بعفوك وحبك ياأكرم الأكرمين وياأرحم الراحمين ..
اعلم :
أن الذنوب حجاب عن المحبوب ، والانصراف عما يبعد المحبوب واجب .
وإنما يتم ذلك بالعلم والندم والعزم ، فإنه متى لم يعلم أن الذنوب أسباب البعد عن المحبوب ، لم يندم على الذنوب ، ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق البعد ، وإذا لم يتوجع لم يرجع .
وقد أمر الله - تعالى - بالتوبة فقال " وتوبوا إلى الله جميعا إيها المؤمنون لعلكم تفلحون " ( النور : 31 ) . وقال تعالى : " ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " ( التحريم : 8 ) . وقال تعالى : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " ( القرة : 2 22) .
وقال النبى - صلى الله عليه وآله وسلم :- " ياأيها الناس توبوا إلى ربكم فإنى أتوب إلى الله فى اليوم مئة مرة " ( روامسلم ) . إذا فالتوبة واجبة من الذنوب فهى تكريم لله تعالى ..
والآن نبدأ باسم الله مع بيان أقسام الذنوب ...
اعلم :
أن للإنسان أخلاقا وأوصافا كثيرة ، لكن تنحصر مثارات الذنوب فى أربع صفات :
أحدهما : صفات ربوبية ، ومنها يحدث الكبر والفخر ، وحب المدح والثنا والعز وطلب الاستعلاء ، ونحو ذلك ، وهده ذنوب مهلكات ، وبعض الناس يغفل عنها فلا يعدها ذنوبا ...
الثانية : صفات شيطانية ، ومنها يتشعب الحسد ، والغى والحيل والخداع ، والمكر ، والنفاق ، والأمر بالفساد ونحو ذلك ..
الثالثة : صفات بهيمية ، ومنها يتشعب الشر والحرص على قضا ء شهوة البطن والفرج ، فيتشعب من ذلك الزنى واللواطة والسرقة ، وأخد الحطام لأجل الشهوات ...
الرابعة : صفات سبعية ، ومنها يتشعب الغضب والحقد ، والتهجم على الناسبالقتل والضرب ، وأخد الأموال ، وتلكصفات لها تدرج فى الفطرة ...
قال صفة البهيمية هى التى تغلب أولا ، ثم تتلوها صفة السبعية ثانيا ، فلو اجتمعت هاتان ، ا ستعملتا العقل فى صفات شيطانية ، من المكر والخداع ، والحيل ، ثم تغلب الصفات الربوبية ...
فتلك أمهات الذنوب ومنابعها ، ثم تتفجر الذنوب من تلك المنابع إلى الجوارح فبعضها فى القلب ، كالكفر ، والبدعة ، والنفاق ، واضمار السوء ، وبعضها فى العين ، والأخرى فى السمع ، وأخرى فى اللسان ، والتالية فى البطن والفرج وأخرى فى اليدين والرجلين ، وأخرى على جميع البدن ، ولا حاجة إلى التعمق أكث فالأمور ظاهرة .. ثم إن الذنوب تتعلق بحقوق الآميين ، وإلى ما بين العبد و بين ربه .
فما يتعلق بحقوق العباد ، فالأمر فيه أغلظ ، والدى بين العبد وبين ربه ، فالعفو فيه أرجى وأقرب ، إلا أن يكون كفرا ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فذلك الذى لا يغفر ..
قولوا الآن
.. أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إلأيه ..
.. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ياأكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين ...
وهناك قسمة أخرى للذنوب :
اعلم :
أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر ، وقد كثر الاختلاف فيها ، واختلفت الأحاديث فى عدد الكبائر .
والأحاديث الصحاح فى ذكرها خمسة :
الأول : حديث أبى هريرة ( رضى الله عنه ) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا:يارسول الله : وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، والتولى يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " ( رواه البخارى ، ومسلم ) .
الثانى : حديث ابن مسعود ( رضى الله عنه ) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم -سئل إى الذنب أكبر ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قال : ثم أى ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال : ثم أى ؟ قال : " أن تزانى حليلة جارك " ( رواه البخارى ومسلم ) .
الثالث : حديث عبد الله بن عمر (رضى الله عنهما) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم- قال : " الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين " ( رواه البخارى ) .
الرابع : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر : قول الزور - أو قال - شهادة الزور " ( رواه البخارى ، ومسلم ) .
الخامس : حديث أبى بكرة ( رضى الله عنه) أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكرت عنده الكبائر قال : " الاشراك باللهه ، وعقوق الوالدين " ، وكان متكئا فجلس ، فقال : " ألا وقول الزور ، وشهادة الزور " فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت .
اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا وتجاوز عن خطايانا يا لطيف بالعباد وياحبيب القلوب ويا مبكى العيون ويامفرج الكرب والهموم وياغافر الذنب وقابك التوبة ياكريم يارحيم يالطيف ..
اللهم أنك تعلم ما نخفى وما تعلن وما أنت به أعلم اللهم واجعلنا من أهل حبك ومودتك واشملنا اللهم بكنفك وحفظك ورعايتك واجعلنا من عبادك المخلصين المؤمنين ..
اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى والوقار وحب الدين والعباد وحب ماتحب وتهوى واكرمنا بعفوك وحبك ياأكرم الأكرمين وياأرحم الراحمين ..
مقتبس من كتاب .. ( مختصر منهاج القاصدين ) - لللإمام أحمد بن محمد... بن قدامة ، المقدسى الحنبلى -